||• تفسـير كلام المنان •||
~| الجـزء الثلاثون |~
🔹سورة عبس - ترتيبها 80 🔹
🔸 آياتها 42🔸
✨بسم الله الرحمن الرحيم✨
🍃عَبَسَ وَتَوَلَّى(1):-
قطّب الرسول صلى الله عليه وسلم لانشغاله بدعوة كبار الكفار، فأعرض ولم يصغ لسؤال الأعمى ، وخاطبه بالغَيبَة تلطفاً...
🍃أَن جَاءَهُ الأَعْمَى(2):-
لأجل أن جاءه الأعمى (ابن أم مكتوم)فكأن المعنى، هذا مسكين وأعمى وسائل عن العلم وتعرض عنه، لإثارة العطف والرحمة...
🍃وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3):-
وما ينبئُك -أيها النبي-أن هذا الأعمى جاء ليتطهر بهداك من ذنوبه ، وبعلمك من آثار جهله...
🍃أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى(4):-
أو لعله يتعظ بقولك فينتفع ويعمل بما سمع، فالتزكية عمل الطاعات ، والتذكر ترك المحرمات ،وهما التقوى...
🍃أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى(5):-
أما من استغنى بماله وجاهه ودنياه عن رسالتك، فهو منغمس في شهواته ، منتكس في مخالفاته، لم يعتنِ برسالتك...
🍃فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى(6):-
فأنت تقبل عليه وتعتني به وتحييه طعماً في هدايته، هو معرض وأنت مقبل ، وهو موغل في ضلالته ، وأنت حريص على هدايته...
🍃وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى(7):-
وليس عليك حرج ألا يتطهر من معصيته، حتى تحرص على هدايته، فدعه مادام أنه اختار الغواية وترك الهداية، واتركه في رجسه...
🍃وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى(8):-
وأما من أتاك ساعياً لطلب الهداية ، باحثاً عن العلم، سائلاً عن الحكمة، حريصاً على الفقة في الدين ، وأتاك محباً لك ولدينك...
🍃وَهُوَ يَخْشَى(9):-
وهو يخاف عذاب الله ويخشى عقابه، حمله الخوف على السؤال ، ليعلم الحلال فيعمل به ، ويعلم الحرام فيجتنبه ، فبالخوف تنال النجاة...
🍃فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى(10):-
فأنت تتشاغل عنه بغيره، فلا تجيب سؤاله، ولاتسمع كلامه، مع أنه أتى راغباً وأنت تلاحق من ولَّى هارباً...
🍃كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ(11):-
كلا لا تعد لمثل هذا العمل -أيها الرسول- فإن هذه موعظة ونصيحة،فعليك أن تعظ من ينتفع بموعظتك...
ٌ
🍃فَمَن شَاء ذَكَرَهُ(12):-
فمن أحب أن ينتفع بموعظة القرآن فعل، فهذَّب نفسه بالوحي، وقوَّم سلوكه بالدين، فانتفع من العلم النافع بعمله الصالح...
🍃فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ(13):-
هذه النصائح من القرآن مسطرة في صحف شريفة ، عزيزة المكان، مقدسة الجناب، محترمة المحل، لأنها كلام الله عزوجل...
ٍ
🍃مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ(14):-
وهي رفيعة الذات والقدر، منزهة عن الدنس، لا يمسها إلا المطهرون ، عصم معناها من الزيغ، ونزَّه فحواها عن الرجس..
🍃بِأَيْدِي سَفَرَةٍ(15):-
كُتبت بأيدي ملائكة سفراء بالوحي بين الله ورسوله، يبلغون النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بأمانة ، قد حفظوا ماحملوا، وأدوا ماسمعوا...
🍃كِرَامٍ بَرَرَةٍ(16):-
ملائكة كرام على ربهم ، أعزاء على الله ، أطاعوا أمره واجتبوا نهيه، سلموا من أدران الذنوب ، وخلصوا من آثار العيوب...
ٍ
🍃قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ(17):-
لعن الله الكافر ما أشد كفره ، وأكثر بغيه، وأعظم جحوده ، نسي الإحسان ، وعصى الرحمن ، وأطاع الشيطان ، وكذّب بالقرآن..
ُ
🍃مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ(18):-
لماذا لا يتفكر الكافر في أصل خلقته?
ومن أيّ مادة خلقه الله منها، إنها ماء مهين ، وأصل حقير ، فلو تذكَّر ماتكبَّر...ّ
🍃مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ(19):-
خلقه من ماء ضئيل مهين، فقدَّر له أوقاتاً وأطواراً، طفولة ، ثم صبا ، ثم كهولة، ثم شيخوخة، وقدّر خلقه ورزقه وعمله...
ُ
🍃ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ(20):-
ثم سهّل ولادته، ويسَّر له طريق الهداية والضلالة ، ليختار أحدهما ، وأوضح له المحجة ، وأقام عليه الحجة، لينقطع عنه العذر....
🍃ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ(21):-
ثم توفاه وأمر بدفنه في القبر، لتمام الستر، وما يُدفن إلا الإنسان تكريماً له وتمييزاً عن الحيوان....
🍃ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ(22):-
ثم إذا أراد الله أحياه بعد موته ليوم القيامة ، ليلقى جزاءه ويواجه مصيره، من خير أو شر..
🍃كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ(23):-
كلا ردعاً للإنسان عن الكفر والتكذيب ، فالإنسان لم يفعل ما أمره الله على الوجه اللائق إلا القليل ، والكثير معرض مكذّب...
🍃فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ(24):-
فليفكر الإنسان كيف خلق الله له طعاماً من أنواع مختلفة، ومذاقات متعددة ، وأصناف كثيرة ، لتقوم حياته بها...
ِ
🍃أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا(25):-
أنا أنزلنا الغيث بغزازة فسكبناه من الغمام ، فجاء بماء منهمر فيه البركة والنماء والحياة للإنسان والحيوان والنبات...
🍃ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا(26):-
ثم شققنا تربة الأرض بالنبات، ليخرج ساق النبت وفقَ حجمه ، بلا زيادة ولا نقصان ، بل بحكمة وإتقان...
🍃فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا(27):-
فأخرجنا من الأرض حبًا من الحنطة والشعير والذره ، غذاء للإنسان والحيوان ، بطعوم مختلفة ، وأصناف متعددة...
🍃وَعِنَبًا وَقَضْبًا(28):-
وأخرجنا به شجر العنب الذي هو من أعظم الأشجار نفعاً ، وله فوائد كثيرة، وكذلك أنبتنا البرسيم للبهائم غذاء ً لها وقوتاً...
🍃وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً(29):-
وأخرجنا شجر الزيتون صاحب الزيت والثمر، زينةً وأكلاً ودواء ً ، وكذلك النخل الباسق ، أجَلُّ الشجر وأعظمها نفعاً...
🍃وَحَدَائِقَ غُلْبًا(30):-
وأنبتنا بساتين كثيرة الأشجار، لذيذة الثمار ، ملتفة الأغصان ، كثيفة الأفنان في جمال وبهاء ، رياض خُضر ، وخمائل غناء ، وبساتين فيحاء...
🍃وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(31):-
وخلقنا فاكهة لذيذة الطعم، مختلفة الحجم ، بمذاقات شتى وطعوم مختلفة، وألوان بهية تبهج الناظر ،وتسر الخاطر، وأوجدنا عشباً للبهائم ومرعى للدواب....
🍃مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ(32):-
متعناكم بذلك منفعةً لكم وغذاءً ومرعى للحيوان، ومصلحة ذلك لكم حتى متاع الدواب، لأن فائدتها عائدة إلى الإنسان...
🍃فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ(33):-
فإذا قامت القيامة بصيحتها المفزعة المذهلة التي تصخَ الآذان ، ويرجف لها الجنان ، وينخلع من هولها قلب الإنسان....
ُ
🍃يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ(34):-
يوم يهرب الإنسان من أخيه على رغم القربى وصلة الرحم والنسب ، فلا إخاء ولا معرفة ولامنفعة، لأن الأمر أعظم من كل شيء...
ِ
🍃وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ(35):-
ويهرب من أمه وأبيه ، لهول الموقف، فلا يعطيهم حسنة من حسناته، قد شغل عنهم بما أذهل العقول ، وأدهش الأفكار، وغشي الأبصار...
ِ
🍃وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ(36):-
وهرب من زوجته بعد المودة والرحمة وطول العشرة، لما اعتراه من خوف مفرط، وفزع هائل ، وكذلك هرب من أولاده بعد اللطف والرحمة والحنان، انتهت العلاقة ، وتفصَّمت العُرى ،وتقطَّت الأنساب....
ِ
🍃لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ(37):
لكل إنسان موقف صعب شغل قلبه، وأذهب لبه ، فنسي الأحباب وغفل عن الأصحاب ، وتشاغل بنفسه عن الأنساب والأحساب...
ِ
🍃وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ(38):-
وجوه المؤمنين مشرقة متلألئة زاهية بالبشرى، مضيئة بالسرور، باهية بالفرحة ، غمرها الإشراق والنور...
🍃ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ(39):-
ضاحكة لحسن المصير، وطيب المنقلب، ولذة الفوز، مستبشرة بالنجاة وحصول الفلاح ، ووقوع الظفر ، واكتمال السرور، وتمام الحبور....
🍃وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ(40):-
ووجوه الكفار عليها غبار، وذلة وصغار ، قبح منهم المنظر ، وشاهت الوجوه، وساء الحال، وخاب المآل...
🍃تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ(41):-
تغشاها ظلمة الذنوب،وسواد الخطايا، وكدرة المعاصي، لأنهم لما عاينوا العذاب ، وشاهدوا العقاب، أصابهم الكدر في المخبر والمظهر...
ٌ🍃أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ(42):-
أصحاب هذه الوجوه المظلمة هم الكفار المكذبون بالكتاب والرسول ، الفجار بارتكاب المعاصي والذنوب، فهم جحدوا الرسالة، وسلكوا سبل الضلالة...
نلقاكم بإذن الله... 🌹
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
📚الــمَــصْـــ☟ــ☟ــدَر
【التفسير الميسر للشيخ عائض القرني 】
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق