||• تفسـير كلام المنان •||
~| الجـزء الثلاثون |~
✨سورة النبأ - ترتيبها (٧٨) -
عدد آياتها (٤٠)
✨بسم الله الرحمن الرحيم✨
🍃عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ(١):-
عن أي شيء يسأل المشركون بعضهم بعضاً? والاستفهام لإضفاء الاستعظام بشأن هذا الأمر ، وما اختلف فيه المشركون إلا لما أصابهم من ذهول لضخامة ماحدث في العالم من رسالة ربانية عالمية....
َ
🍃عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ(٢):-
فهم يتساءلون عن الخبر العظيم الذي ملأ القلوب هيبة ، والنفوس رهبة، والعقول دهشة من إرسال نبي بشير نذير ، وكتاب كريم منير ، وبعث ونشور ، وقد طال فيه نزاعهم وكثر خلافهم ، وهو حق لا ريب فيه ، صدق لاكذب فيه ، يقين لاشك فيه....
🍃الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ(٣):-
ففي هذا اليوم كثر لغطهم وغلطهم مابين مصدق ومكذب ، ومقرّ ومنكر ، لأن نبأه عجيب ، وخبره غريب...
َ
🍃كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ(٤):-
والله لسوف يعلمون إذا بُعثر ما في القبور، وحُصلّ مافي الصدور ، وكشف الغطاء ، وظهر الخفاء ، حينها يعلمون صدق الخبر وصحة الأمر، وقبح فعلهم وسوء عملهم...َ
🍃ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ(٥):-
بلى والله لينكشفن لهم بعد الموت الحق في هذا الأمر من ثبوت ما أخبر الله به ، وأخبر به رسوله من بعث ونشور ، وجنة ونار، وصراط وميزان ، وغيرها من أخبار الغيب...
َ🍃أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا(٦):-
والدليل على صحة الرسالة وأخبار الغيب أن أخبر بها هو الذي أتقن خلق الأرض ،فمهدها وبسطها وسهلها لمصالحكم من البناء والزراعة والسكنى والمعاش ، فالأرض أمٌّ رؤوم ،فيها الرزق المقسوم ،والقوت المعلوم....
🍃وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا(٧):-
وجعلنا الجبال تمسك الأرض كالأوتاد ، فلا تميل ولاتضطرب ، وزعها على الأرض بتقدير محكم ، فتجدها مقسَّمة بين أطرافها الأربعة ووسطها بإتقان ، وحسن تدبير، فسبحان اللطيف الخبير...
🍃وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا(٨):-
وخلقناكم زوجين ذكوراً وإناثاً، ليحصل التوالد والتناسل وبقاء النوع واستمرار الحياة ، ولو كان زوجاً واحداً لانقطع النوع ، وحصل فناء هذا الصنف من المخلوقات، ولكن الله أوجد الذكر والأنثى من الإنسان والحيوان والطيور وكل مخلوق....
🍃وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا(٩):-
وجعلنا نومكم راحة لأبدانكم ، وقطعاً لأشغالكم ، تستريح فيه الأجسام بلذيذ المنام، لتعود إلى العمل بنشاط...
🍃وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا(١٠):-
وجعلنا الليل كاللباس لكم يستركم ويغطيكم، ففيه تعودون إلى سكنكم، وتُهدئون من حركتكم ومعاشكم....
🍃وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا(١١):-
وجعلنا النهار سبباً لكسب الرزق، وطلب المعاش وزمناً للجد والعمل ، والبناء والإنتاج، لتحصل الحياة والإعمار....
🍃وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا(١٢):-
وبنينا فوقكم سبع سماوات محكمة البناء قوية السُّمك ،مرفوعة السقف، متقنة الصنعة لا قصور فيها ولا عيوب ، يَحار فيها الطرف ، ويَدهش من حسنها العقل الواعي...
🍃وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا(١٣):-
وجعلنا الشمس في السماء كالسراج الوهاج، تسير بحسبان وتضيء بحكمة وتطلع بتقدير ، لا اختلال في سيرها ولا اضطراب في طلوعها وغروبها...
🍃وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا(١٤):-
وأنزلنا من السحب إذا حان نزول الغيث منها ماءً مباركاً طهوراً عذباً غزيراً كثير الانصباب ، فيه الحياة والنماء والخير الكثير...
🍃لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا(١٥):-
لنخرج بالماء حباً يأكله الإنسان والحيوان، وهو قوت نافع، ورزق مبارك من حنطة وذرة وشعير وغيرها، وأخرجنا بالماء نباتاً من الحشائش والخمائل تأكله الدواب ، ويبهج النظر ويجمل الأرض...
🍃وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا(١٦):-
وأخرجنا بهذا الماء المبارك حدائق غناء، وبساتين فيحاء ، ملتفة الأغصان، لينة الأفنان، بهية المنظر،بهيجة الجمال...
🍃إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا(١٧):-
إن يوم القيامة يوم يفصل الله بين الخلائق فيه، له وقت معلوم ، وأجل مسمَّى معلوم عند الله لا يخلف الله الميعاد....
🍃يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا(١٨):-
يوم يَنفخ إسرافيل في البوق -وهو قرن عظيم-النفخة الثانية فتخرجون من القبور جماعات كثيرة تسعى إلى الموقف....
🍃وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا(١٩):-
وتشققت السماء وتصدعت، فصارت أبواباً كثيرةً لنزول الملائكة ، وذهاب الأبراج والأفلاك والكواكب...
🍃وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا(٢٠):-
ونُسفت الجبال، ودُكَّت واقتلعت من أماكنها وصارت هباءً منبثًا، وقاعاً صفصفاً متناثرة في الجو...
🍃إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا(٢١):-
إن جهنم مكان يُرصد فيه الكفار من قبل خزنة النار، فهم مترقبون مجيئهم لإنزال أشد العقوبة بهم.....
🍃لِلطَّاغِينَ مَآبًا(٢٢):-
فالنار مرجع للطغاة يعودون إليها صاغرين مدحورين، فهي دارهم التي فيها يُهانون ويُعذبون....
🍃لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا(٢٣):-
باقين في النار دهوراً بلا انقطاع ، مؤبدين في العذاب ، خالدين في أقسى العقاب لا يُفتر عنهم ولا يُخفف...
🍃لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا(٢٤):-
لا يجدون في النار برداً يطفئ عنهم الحر ، ولا شراباً يذهب الظمأ ،فجلودهم حَرَّى ، وأجوافهم عطشى...
🍃 إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا(٢٥):-
لكن يبدلون من البرد والشراب ماءً حاراً يغلي يقطع الأمعاء ، وسائلاً قيحاً مؤذياً من أجسام المعذبين يتجرعونه....
🍃جَزَاء وِفَاقًا(٢٦):-
هذا الجزاء يقابل أفعالهم القبيحة ، ويكافئ أعمالهم السيئة ، فهم يستحقون هذا الجزاء ، وهم أهلٌ لهذا البلاء....
🍃إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا(٢٧):-
لأن هؤلاء الكفار كانوا يكذبون بيوم الحساب ، ولا ينتظرون القيامة ، ولا يؤمنون بها ولا يتوقعون البعث....
🍃وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا(٢٨):-
وجحدوا بآيات الله المنزلة على رسوله، وكذبوا بما أوحاه الله لنبيه وردّوه وأعرضوا عنه ، فكان جزاؤهم هذا اللون من العذاب...
🍃وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا(٢٩):-
وكل شيء من الأفعال والأعمال كتبناه في كتاب الحسنات والسيئات، فهو محفوظ مضبوط بلا زيادة ولا نقص ليوم الحساب...
🍃فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا(٣٠):-
فذوقوا جزاء تكذيبكم وكفركم بربكم ، فلن تجدوا إلا زيادة في العذاب ، وشدة في العقاب ، لا تُرحمون ولا تخرجون....
🍃إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا(٣١):-
إن للمتقين عند ربهم بالعمل بما أمر واجتناب مانهى عنه فلاحاً في الآخرة ، ونجاةً من النار، وفوزاً بالجنة....
🍃حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا(٣٢):-
لهم حدائق غناء فيها مزارع العنب دانية على الغصون ، وإنما ذكر العنب لكثرة منافعه وجودة طعمه...
🍃وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا(٣٣):-
ولهم في الجنات زوجات من الحوريات عذارى جميلات ، فائقات الحسن، مطهرات من كل عيب، حسنات الأخلاق ، في حرمة واحتشام..
🍃وَكَأْسًا دِهَاقًا(٣٤):-
ولهم آنية الخمر المترعة المليئة التي لاتسكر ولا تصدع ، ولا يهذي صاحبها ولا يغيب عقله مع تمام اللذة ونهاية السرور....
🍃لّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا(٣٥):-
لا يسمعون في الجنة كلاماً لا فائدة فيه، ولا باطلاً من الحديث ، بل سلام وحسن كلام وجمال، مجالس أنس ، سمو وحلاوة منطق..
🍃جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا(٣٦):-
هذا الجزاء من الله ربهم على حسن عملهم أثابهم بالنعيم على لزومهم الصراط المستقيم، وأعطاهم وحباهم وكفاهم في أحسن دار، وخير مستقر...
🍃رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا(٣٧):-
هذا الذي أكرمهم هو رب السموات والأرض الذي ربى الخليقة بالنعم ، وهو واسع الرحمة شاملها لكل مخلوق ، لا يكلمه أحد إلا بإذنه لعظمته وهيبته....
🍃يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا(٣٨):-
ذاك اليوم يقوم جبريل إعظاماً لله وإجلالاً له مع الملائكة وهم صفوف ، لا يتكلم منهم أحد بشفاعة إلا إذا أذن له ورضي عن المشفوع له..
🍃ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا(٣٩):-
ذاك اليوم صدق وعده، حق وقوعه، ثابت وقته، فمن أراد اتخذ عملاً صالحاً عند ربه ينفعه، وينجية به من عذابه وسوء عقابه ...
🍃إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا(٤٠):-
إنا خوفناكم هذا العذاب القريب ووقوعه، يوم يشاهد الإنسان عمله من خير وشر ، أما الكافر فلسوء مصيره يتمنى أنه كان ترابًا لئلا يحاسب ولا يُعذب، ومن تمنى الموت فكفى به بلية ومحنة.....
نلقاكم بإذن الله ......🌹
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
📚الــمَــصْـــ☟ــ☟ــدَر
【التفسير الميسر للشيخ عائض القرني 】
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق